الكاتب (1927/2001)
لا شك أن الأستاذ أحمد الشرقاوي إقبال، من الأدباء المغاربة المعروفين بنبوغهم و علمهم الجم، إذ عرف بشغفه بالعلم وبالتأليف، ولد العلامة بمراكش سنة 1927، حفظ القرآن في السنة الثانية عشر من عمره، وتعلم بكلية ابن يوسف (التي توجد بنفس المدينة) كان مغرما بحفظ الشعر العربي حتى تكونت لديه قوة الذاكرة ومتانة اللغة ومعرفة ودراية بالأدب والشعر.
عمل مدرسا بمراكش والتحق بعدها بمدرسة تكوين المعلمين ومن مؤلفاته: "شاعر الحمراء في الغربال"، "مختارات من ديوان شاعر الحمراء"، "في اللغو و ما إليه"، "فنون الأفنان"، "تخريج المعيار للونشريسي"، "معجم المعاجم"....إلخ
2) أهمية الكتاب
تتبدى أهمية الكتاب في كونه يسلط الضوء على جانب مهم من التراث اللغوي عند العرب، المتجلي في المعجم. إذ سعى فضيلة العلامة إلى سد الثغرة، التي ظلت تلازم أبحاث المعجميين العرب المحدثين، من خلال وضع معجم رائع، تطلب منه ربع قرن من التمحيص والبحث والتدقيق. يقول في هذا الصدد: "ذلك وما تزال الحركة في خدمة المعجم العربي نشيطة منطلقة، تسير ولا تتوقف، وتقدم ولا تحجم، وهي تتناوله وجوها من التناول شتى كما رأى القارئ فيما نوهت به من الأعمال السابقة إلا واحدة خام العاملون عنها وتلكأوا دونها وهي عمل فهرسة تعرف به منسوبا ومخطوطا ومطبوعا على جهة الاستيعاب مع مسيس الحاجة إلى ذلك وشدة الرغبة فيه، وكبير المنفعة العائدة منه على الدارسين بعامة، والمعنيين منهم بتراث العرب اللغوي بخاصة"
3) محتوى الكتاب
قسم الؤلف المعجم إلى تسع مجموعات، إذ توزعت كما يأتي:
1- مجموعة اللغات: تضم الآتي:
غريب القرآن، لغات القرآن، الوجوه والنظائر في القرآن، معرب القرآن، غريب الحديث، كتب المصطلحات، كتب اللهجات، كتب النوادر، كتب المعربات، كتب اللحن والتصويب.
2- مجموعة الموضوعات: تحتوي على:
معاجم الحيوان وتضم: كتب خلق الانسان، كتب خلق الفرس، كتب الإبل، كتب الوحوش، كتب الحشرات، كتب الطير، كتب النبات، كتب الأنواء وما إليها، كتب الأمكنة، في عدة الحرب، في البيوت والرحال، في البئر، في اللبن والتمر، ما عنون باسم الصفات، ما عنون باسم الغريب، ما عنون باسم الألفاظ.
ما عنون بأسماء شتى ومنه: كتاب العالم لأحمد بن أبان بن سيد الإشبيلي، مبادئ اللغة للإسكافي، فقه اللغة وسر العربية لأبي منصورالثعالبي، المخصص لابن سيده المرسي، وأخيرا ما عنون باسم الأصوات.
3- مجموعة القلب والإبدال وما اشتبه في كيفية نطقه أو صورة خطه، وتضم 76 كتابا.
4- مجموعة الاشتقاق، تحتوي على 35 كتابا.
5- مجموعة المعاجم التي بنيت على الحروف: وعدة ما فيها 153 كتابا.
6- مجموعة الأبنية: تتضمن 139 كتابا.
7- مجموعة المعاني: تضم "معاجم الترادف، معاجم الاشتراك، معاجم الأضداد، معاجم المثلثات. وعدة ما فيها 125 كتابا" .
8- مجموعة الأوشاب: تضم 97 كتابا.
9- مجموعة الطرائف: ضمنها المؤلف: ما أغرب مؤلفه لوضعه أو موضوعه فجاء مليحا طريفا. ومجموع هذه المجموعات ألف وأربعمائة كتاب وسبعة كتب.
4) كلمة فضيلة العلامة الدكتور عباس ارحيلة في الكتاب:
أشاد الباحث المغربي في النقد والبلاغة العربيين بكتاب المرحوم سيدي أحمد الشرقاوي إقبال بقوله: "مجهود أحمد الشرقاوي إقبال، رحمه الله، عبارة عن محاولة رائدة في بابها، فريدة في طبيعتها؛ استوعب فيها حصيلة المعاجم في التراث العربي، وقدم عملا بيبليوغرافيا، أحصى فيه ما صنفه أهل الإسلام من معاجم في تاريخهم العلمي والثقافي. وجاء في العنوان الفرعي لكتابه معجم المعاجم: تعريف بنحو ألف ونصف الألف من المعاجم العربية التراثية.
لقد سعى بإصرار إلى حصر النشاط المعجمي في التراث العربي، والكشف عن غناه وتنوعه كما وكيفا. واجه ألفا ونصف ألف من المعاجم في موضوعات مختلفة، ومن عهود متباعدة في التراث الإسلامي، فنظر في محتوياتها وحدد أنواعها؛ ليتمكن من تصنيفها.
قدم أحمد الشرقاوي إقبال تصنيفا نوعيا للمعاجم العربية؛ حيث قسمها إلى تسع مجموعات: مجموعة اللغات، مجموعة الموضوعات، مجموعة القلب والإبدال، مجموعة الاشتقاق، مجموعة الحروف، مجموعة الأبنية، مجموعة المعاني، مجموعة الأوشاب، مجموعة الطرائف" .
وفي الختام، أدرج هذه الأبيات الشعرية التي قيلت في حفل تكريم المرحوم سنة 1987
قال مولاي إبراهيم الحاري رحمه الله:
إقبـال نابغـة الحمـــراء وملهمـــها وفذها الشهم يحيـي دولة الشيم
إقبال في اللغة الفصحى منار هدى ما غاب عن أفقه سر من الكلم
وقال الشاعر أحمد بلحاج آيت ورهام أمد الله في عمره:
يا قامة الفصحى، وعين وجــودها مرحى، فجــودك عزة ووســـام
1- أحمد الشرقاوي إقبال: معجم المعاجم، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، ط 2، 1993.
2- ابن عباس مصطفى رسام: تراجم الشعراء والأدباء، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2002.
3- الموقع الرسمي للدكتور عباس ارحيلة: rhilaabas.jeeran.com/rhila49/